[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الدكتور رشاد العليمي.. وحبّات المَسْبَحة

أنيس ياسين يكتب عن الدكتور رشاد العليمي .. وحبّات المَسْبَحة


قبل حوالى 17 سنة من الآن، وفي العام 2006 تحديدا، كان حديث الشارع اليمني عامته وخاصته، ساسة وأحزابا ومثقفين وإعلاميين ومسؤولين والشعب بأسره، هو إعلان الرئيس صالح عزمه على عدم ترشحه لفترة رئاسية قادمة.. واستمر هذا الموضوع في صدارة النقاشات والتداولات لعدة أشهر..

وفي يوم من الأيام خلال تلك الفترة اصطحبني أحد الأصدقاء للمقيل في منزل برلماني سابق بصنعاء، وفي المقيل الذي ضم عددا من الساسة والمثقفين، كان من بين الأحاديث التي جرت في ذلك المقيل نقاش أريحي تركز في جزء منه حول:

من هو الشخص الذي سيتم الدفع به إلى سدة الحكم ليتولى الرئاسة لفترة رئاسية قادمة تكون بمثابة فاصل (محلل) لتصعيد أحمد علي إلى سدة الحكم؟

 

وفيما ذهبت التوقعات إلى ترجيح أن الدكتور عبدالعزيز عبدالغني ،رحمه الله، سيكون هو المرشح والرئيس القادم (المحلل)، التفت أحدهم إلى رجل ستيني في المقيل وسأله:

ها شيخ ما هي حِسبتك؟ قل لنا عبدالعزيز عبدالغني بيوقع رئيس والا ماشي؟

سكت الشيخ الستيني، ثم هز رأسه بالنفي، وزاد: لا، عبدالعزيز عبدالغني، ما شطلعش رئيس..

ما شطلع رئيس من تعز إلا رشاد العليمي..

فقاطعه عبده الجندي:

مو تقول يا وليد؟ صورتك مدري ما تدور، ما به الا قول قدك تشتي تطير بصاحبنا من وزارة الداخلية.. قل بغيرها يا حاج..

لكن الشيخ/المُنجّم بدا مُصرّا وهو يقول:

ما بوش غير رشاد العليمي هو شيكون أول رئيس يطلع من تعز، وما شطلع إلا وقد البلاد منعوثة ومضعضعة، وشُلُقطِه وشجَمعه على حبة حبة مثلما تلقّط حبوب مسبحة منثورة..

سكت الجميع في مقيل البرلماني السابق أحمد العشاري أتذكر من بينهم عبده الجندي، الرصّاص (وزير الشؤون القانونية حينها)، وآخرون..، ودخلوا بعدها في أحاديث جانبية غير مسموعة..

مرّ الكلام علي ،وعلى غيري كما يبدو، كأي كلام عابر ولم يتوقف عنده أو يأبه له أو يتذكره أحد وذهب أدراج الرياح..

صحوت ظهر اليوم وأول خبر سمعته هو عودة الرئيس رشاد العليمي إلى عدن، فجأة قفز هذا المشهد من إرشيف الذاكرة ولم يغب من ذاكرتي..

قبل اليوم لم يخطر المشهد على بالي طيلة كل هذه السنوات غير مرة واحدة خطر لوهلة حين كان الناس يتداولون اسم الدكتور رشاد العليمي بين ثلاثة أسماء مرشحة لاستلام السلطة في 2011 إلى جانب نائب الرئيس عبدربه (الرئيس لاحقا)، والدكتور عبدالكريم الإرياني ،رحمه الله..

لا أؤمن بالتنجيم ولا أعيره بالًا.. ولكن؛

وبعيدا عن القصة والتنجيم والمنجمين، فالحاصل اليوم أن الدكتور رشاد العليمي، هو رئيس الجمهورية، وأن اليمن منثورة كحبات المسبحة..

فهل يكمل الرئيس الثلث المتبقي من النبوءة، وينجح فخامته في جمع حبات المسبحة حبّةً حبّة؟

زر الذهاب إلى الأعلى