[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

لم اهتم لإيجاد صورتك يا مكحل

محمود ياسين يكتب عن الشهيد حمدي عبدالرزاق المكحل في اليمن: لم اهتم لإيجاد صورتك يا مكحل ‏


ملامحك وانت مسجى ستظل تومئ لنا بقية حياتنا بملامح المغدور. ‏

الفتى البريء وهو يخوض وحيدا معركة انسانية بوجه الإثم والتوحش. ‏

قتلوك يا ابن المكحل، شكل من نزق عصابة لم تعد تخشى أحداً، ووصلت ‏مرحلة التهكم واسترخاص حياة الناس. ‏

سأفكر أنه وأنه وينبغي في سياق نمط تفكير مسؤول مع قطيع من المختلين وهم ‏ينقلون الجريمة كفكرة ونمط حكم إلى المستوى التالي.‏

ما الذي قد نخشاه بعد او نحذر بشأنه؟ ما الذي قد تبقى وقد ساومنا بشأن ‏السياسة والضرورات وابتلعنا الخطايا والترهات ولم يعد لدينا سوى حياتنا التي لم ‏تعد تساوي عندهم سوى أنشوطة حبل او رصاصة.‏

خنقوك وحيدا يا مكحل، بلا حزب ولا قبيلة، استسهلوا خنقك لحظة نزق ‏وانفعال أمني حوّل المؤسسة من وظيفة ضبط وحماية لفرع اغتيال تابع لمنظمة ‏تعتمد الجريمة سياسة.‏

سيكولوجيا إدارة التوحش، انها المنهج الآن.‏

على يقين ان لعنة الدم سترتد على وجه صاحبها وأن روع البشر الخائفين العزل ‏سيسكن روع المجرمين ويحيل مذاق الحياة في افواههم لطعم الرماد.‏

رحلت مخلفاً قصة مجد انساني وخلاصة نابهة لمبدأ : كل رجل سيموت يوما، ‏ولكن المهم "كيف".‏

هذه كيفيتك، بريء وصادق وشجاع في تفاصيل حياته، ومثال خالد في اسلوب ‏رحيله ‏

استفردوا بك، عذبوك وروعوك، وعندما لم يكترث أحد لغيابك غير امك ‏قتلوك. ‏

ستظل يا فتى تذكرنا بفداحة العقلانية مع أناس مختلين، ‏

ستذكرنا بالبريء الذي وقع بين الضباع، وبالشجاع الذي كان عليه أن يدفع ‏حياته لندرك كم اننا جبناء.‏

ولقد تساءلت عن وضعيتك المستنسخة هذه من كل جسد مسجى يحدق في ‏العالم الآخر بإحساس مطمئن وهو يمضي صوب عدالة فوق عدالة البشر. ‏

وللمرة الألف ارددها لك وهي كل ما بقي من شجاعتي : الله يدفئ قلوب ‏المظلومين يا مكحل. ‏

* من صفحة الكاتب ‏

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: ميون تستنكر جريمة قتل “المكحل” في إب

زر الذهاب إلى الأعلى